السبت، 5 سبتمبر 2015

غدر


لا تطلق الرصاص
لا تطلق الرصاص
قالها ذلك الشاب وهى ملقى على الأرض وقد أصيبت قدمه بكسر بالغ
نظر له الجندى بحذر وهو يصوب بندقيته نحو صدر الشاب ....

تذكرا الأثنان مشهدان

تذكر الشاب وقوفه وسط الجموع فى ميدان التحرير
يهتف معهم الشعب يريد أسقاط الرئيس
تذكر كيف سقط صديقه صريعا برصاصه أصابت صدره
تذكر كيف كان يبكى وهو يحتضن جثه صديقه ويصرخ
ثم أصر على ان يكون ثائرا حتى النهايه أو يلقى شهادته
وها هو ملقى مصابا فى مواجهة أحد الجنود
ملقى على الأرض لا يملك من دنياه إلا حنجرة يصرخ ويهتف بها

جندى أمن مركزى
ينفذ الاوامر بلا نقاش
أتته أوامر بعد اطلاق الرصاص إلا فى حاله الدفاع عن النفس
سقط زميله مضرجا فى دمائه برصاص مريب
من يملك سلاحا من هؤلاء الشباب الذين يهتفون
الدخان يملىء السماء
رائحه الموت تطل برأسها
كان يوجه فوهة سلاحه إلى ذلك الشاب الملقى مصابا
كيف يوجه سلاحه إلى شاب أعزل

تراجع فى بطىء
أبعد فوهة السلاح بعيدا عن صدر الشاب
وقال له لن أقتلك .. أكمل ثورتك ثم أبتعد عده خطوات ...

فجأة ..
طلقات رصاص غادرة أصابت الجندى فسقط من فوره
باصابع مهتزة
تشبث الجندى بسلاحه
وتحمل الألم قبل أن يصوب نحو الشاب الملقى أرضا
ظنا منه أن الشاب هو من أصابه

ودوت طلقات ناريه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق